دور الإعلام في رفع مستوى الوعي

دور الإعلام في رفع مستوى الوعي

في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتعدد مصادر المعلومات، برز الإعلام كأداة مركزية في تشكيل الوعي الفردي والجماعي، وصناعة الرأي العام، وتوجيه سلوك المجتمعات. فالإعلام، بمختلف وسائله التقليدية والرقمية، لم يعد مجرد ناقل للأخبار، بل أصبح قوة مؤثرة وموجّهة للتفكير، وصانعًا للثقافة والمواقف تجاه مختلف القضايا.

الإعلام كقوة توعوية

يتمثل الدور الأساسي للإعلام في التوعية، من خلال تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية، الصحية، الاقتصادية، والثقافية، وتقديم المعرفة المبسطة والمباشرة إلى الجمهور. فعندما يعالج الإعلام قضايا مثل الفقر، العنف، التعليم، البيئة، حقوق الإنسان، أو السلامة المرورية، فإنه لا ينقل فقط المعلومات، بل يدفع المتلقي إلى التفكير، والتساؤل، وأحيانًا التغيير.

مجالات التأثير الإعلامي في التوعية

  1.   التوعية الصحية:
    تلعب البرامج الصحية والإعلانات التثقيفية دورًا مهمًا في نشر الوعي حول الأمراض والوقاية منها، كما رأينا في حملات التوعية ضد كورونا أو سرطان الثدي.
  2.   التوعية الاجتماعية:
    يناقش الإعلام ظواهر كالعنف الأسري، عمالة الأطفال، الزواج المبكر، والتنمّر، ما يساهم في كسر الصمت المجتمعي حولها.
  3.   التوعية البيئية:
    من خلال تغطية التغير المناخي، وأهمية التدوير، وترشيد استهلاك المياه والطاقة.
  4.   التوعية السياسية والمدنية:
    من خلال توعية المواطن بحقوقه وواجباته، ونقل تجارب الشعوب، وتشجيع المشاركة السياسية الواعية.
  5.   التوعية المرورية والسلوكية:
    حيث تُبث حملات تهدف إلى تعزيز سلوكيات القيادة الآمنة، واحترام القوانين في الطرقات.

الإعلام الجديد: أداة تفاعلية في خدمة الوعي

مع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الإعلام أكثر تفاعلية، حيث يُمكن للمستخدم أن يشارك، يعلّق، ويصنع محتوى توعويًا أيضًا. هذا التطور منح الأفراد مساحة للتعبير، لكن في الوقت ذاته حمّل الإعلام مسؤولية أكبر في التحقق من المعلومات ومواجهة الشائعات والمعلومات المضللة.

التحديات التي تواجه الإعلام في رسالته التوعوية

رغم الأدوار الإيجابية، يواجه الإعلام عدة تحديات، منها:

  • التحيّز السياسي أو التجاري للمؤسسات الإعلامية.
  • انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة.
  • فقدان الثقة لدى بعض الفئات بسبب الانحياز أو التضليل المتكرر.
  • التركيز على الإثارة على حساب العمق والتحليل.

الإعلام المسؤول: شريك في التنمية

الإعلام الواعي والمسؤول لا يسعى فقط إلى جذب المشاهدات، بل يُشارك في بناء مجتمعات ناضجة، قادرة على اتخاذ قراراتها بناءً على معلومات دقيقة وتحليل موضوعي. لذا فإن تعزيز حرية الإعلام، وتأهيل العاملين فيه، وتحفيز المحتوى التوعوي، يجب أن تكون من أولويات أي دولة تسعى نحو التنمية المستدامة.

خاتمة

في النهاية، يبقى الإعلام مرآة المجتمع وسلاحًا ذا حدين؛ يمكنه أن يرفع منسوب الوعي كما يمكنه أن يضلّل. ولذلك، فإن مسؤولية الإعلاميين، كما مسؤولية الجمهور في التلقي الواعي، هي حجر الأساس في جعل الإعلام قوة نور لا أداة تلاعب.

25-يونيو-السبت

تُعدّ السلامة المرورية من القضايا الأساسية التي تمس حياة كل فرد في المجتمع، إذ أن الطرقات ليست فقط ممرات للسيارات،

25-يونيو-السبت

يُعدّ الاقتصادي أحد أهم الفاعلين في بناء المجتمعات الحديثة وتوجيهها نحو قرارات أكثر وعيًا وفعالية. فعمله لا يقتصر على تحليل

25-يونيو-الثلاثاء

في عصر تتسارع فيه الأحداث وتتعدد مصادر المعلومات، برز الإعلام كأداة مركزية في تشكيل الوعي الفردي والجماعي، وصناعة الرأي العام،